حتى نشكر الله عزّ وجلّ ونقدم الامتنان له على إعطائنا هبة الحياة علينا أن نتشارك في هذه الهبة مع الآخرين. فن العطاء يشتمل على عدة مجالات. إنها طريقة متقدمة ومليئة بالحياة. ببساطة إننا نعطي ما نحن، كتب مياتيرلينك يقول: "الأفكار التي تفكر بها سوف تنورك.. كما لو كنت مزهرية شفافة".
هبة الأشياء ليست أبداً ثمينة كهبة الأفكار. إميرسون قال بأنها كذلك "الخواتم والجواهر ليست هبات حقيقية ولكنها اعتذار عن الهدايا. الهبة الوحيدة والحقيقة هي بضعة من النفس". إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من القلب كالحب، المودة، الفرح، التفهم، الاحترام، التحمل والتسامح.. إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من عقولنا كالأفكار، الأحلام، الغايات، التصورات، المبادئ، الخطط، الاختراعات، المشاريع والشعر...
إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من أرواحنا كالدعاء والصلاة، الرؤيا، الجمال، السلام، الأهداف، العقائد.
إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبة الوقت.. عندما نبني كل دقيقة حتى نحقق العيش الرغيد للآخرين.
إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبة الكلمات.. كالتشجيع والتحفيز والتوجيه.
لابدّ أن نجعل أنفسنا تتمتع بدفء أشعة الشمس ولمعان وهج النار.
يجب أن نعطي مجتمعنا رجلاً جيِّداً، يجب أن نعطي بيتنا زوجاً وأباً ملتزماً.
يجب أن نعطي دولتنا مواطناً وفياً.
يجب أن نعطي عالمنا دفعه للأمام تلك التي تكون بعيدة عن الغوص في الأحداث الجارية إلى الاتجاه الذي تسير إليه جميع المخلوقات.
إنّ أروع هبة يمكن للإنسان أن يهديها لعمره ووقته هي هبة الحياة البناءة والمبدعة. ننشأ وفي اعتقادنا أنّ السعادة في الأخذ ثمّ نكتشف أنها في العطاء.
المصدر: كتاب فن الحياة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق